بعد أكثر من ثلاث ساعات من اجتماع مرهق مثلت فيه قطاعي في الوزارة في لجنة لإستلام أحد مباني المواصلات التي إنتهت من إنشائها الهيئة العامة للإسكان وبعد توقيع المحضر بعد أن تأكدت من وجود جميع المواصفات المطلوبة من وزارة المواصلات..أخذت نسخة من محضر الإجتماع وغادرت مكان الاجتماع متجهاً الي منزلي فقد كانت الساعة تقارب الثالثة عصراً..لكن وأثناء قرائتي للمحضر مرة ثانية في السيارة وقعت عيني علي فقرة أصابتني بالرعب وهي تختص بأعمدة الإنارة. داخل المبني .. فتحت الإشارة خضراء واضطررت للتحرك بعد سيل من الهرنات المزعجة.. لكني أمسكت التلفون وإتصلت علي مسئول صيانة الكهرباء في الوزارة والذي لم يرد إلا بعد ثالث محاولة إتصال.. كل هذا وأنا أقود السيارة وأنا في قمة التوتر ( شلون طاف علي هالبند؟؟ )..ولكنني هدأت بعد أن أوضح لي زميلي أن هذا البند خارج العقد وهو فعلاً لا يدخل ضمن الشروط التعاقدية للمشروع المذكور..
تذكرت هذا الموقف بعد عدة ليال حين كنت أشاهد لقاء الراي مع مها ملا حسين وسعد العجمي ويوسف العتيقي.. لفت إنتباهي أن السيدة مها ملا حسين عندما سألها مقدم البرنامج من الذي وقع العقد أشارت الي السيد يوسف العتيقي وعندما إنتقلت الكاميرا له.. كان يلعب بمسباحه بكل هدوء وأكد للمذيع نعم أنا الذي وقعت العقد..!
صراحة ( نقدت علي نفسي).. أنا كدت أعمل حادث بسيارتي ( عشان أربع شبّات).. والأخ هذا وقع عقد كلف المال العام مليارين ونصف المليار دولار.. ومع هذا لم يهتز له جفن.. فهو يداعب مسباحه..( ووجهه قوي)..!
ومع هذا يقف الإعلام والحكومة معه ولا أحد يقول له ( ثلث الثلاثة كم )..بل كذلك تقوم حملة تشنيع عنيفة ضد كل مشرع في البرلمان مارس دوره الرقابي بالتساؤل عن جدي ذلك المشروع..
يا لها من رسالة لموظفي الحكومة.. وقعوا عقود بها الكثير من الشوائب والأخطاء والبلاوي وستجلب الكوارث للمال العام ولن يمسكم شئ.. قمة الغرابة.. فقط في الكويت.. مسئول نفطي ينسي أو يتناسي أن هناك برلمان في البلد مطلوب موافقته ومساندته لهكذا مشاريع مليارية.. وأن هناك جهات رقابية في الدولة كديوان المحاسبة ملئ بالخبراء الماليين والذي كان بإمكانهم مساعدته علي إيجاد مواقع الخلل في العقد ..وأيضاً تجاهل وجود الذراع القانوني للحكومة وهي إدارة الفتوي والتشريع والتي كانت ستساعده علي الحصول علي صيغة قانونية أفضل للعقد تحمي البلد من التبعات القانونية ..
كل هؤلاء تجاهلهم هذا المسئول النفطي ومضي لوحده مقابل تلك الشركة العملاقة التي جندت افضل العقول المالية والقانونية في امريكا..قمة اللامسئولية ..
شخص يوقع عقد بقيمة ٧ مليارات دولار فيه شرط جزائي كارثي.. ثم يذهب لينام قرير العين.. شلون؟؟
بالنسبة لي الإجابة علي هذا السؤال هي من أهم ملابسات هذا العقد المشئوم..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق