مخطئ
من يعتقد أن التعزيزات بالسلاح والرجال التي تبعثها روسيا لسوريا هي للمساعدة في
قمع الثورة. فالنظام هناك لديه جيش مسلح حتي الاسنان لمواجهة قوة عظمي صغيرة هي
اسرائيل..وبالتأكيد هو ليس بحاجة لعدة مئات من الجنود الروس ولا خمسة او ستة من
طائرات الهيلوكوبتر لتساعده علي المزيد من ( الذبح ) للشعب السوري. هذه الاسلحة
وهؤلاء الجنود هم لطمأنة بشار الأسد أن طريقه ( للخروج ) مؤمن وذلك لتشجيعه للصمود
حتي آخر لحظة لعل وعسي يطرأ طارئ علي الوضع الاقليمي كأن تشتعل حرب بين ايران
والغرب وتشترك بها اسرائيل فيختلط الحابل بالنابل وتصبح سوريا والمذابح التي تجري
لشعبها أخر هموم العالم. ولعلهم فرشوا الخرائط أمامه وتعهدوا له انه اذا ساءت
الامور ووصل الوضع في البلد الي نقطة اللانهاية فإن رحلته هو وعائلته من دمشق
لموسكو مؤمنة ومخطط لها حتي أدق التفاصيل. فقط أصمد وقتا أطول..أشهر..أسابيع..أيام..ساعات..حتي
الدقيقة الاخيرة..نحن حولك وبالقرب منك. فقط اصمد. لكننا نود إنعاش ذاكرة الرئيس
السوري بشار الاسد التاريخية فنعود به الي نهايات الغزو السوفيتي لأفغانستان وماذا
حدث لآخر الرؤساء الأفغان هناك وكيف كانت نهايته. كانت نهايته مشنوقا علي أحد
اعمدة الانارة في كابول. تركته موسكو لمصيره علي ايدي شعبه علي الرغم من المعروف
الكبير الذي عمله لهم وهو توفير الحد الأدنى من الخروج المشرف لهم من
افغانستان..فقد تحججت موسكو بخروجها من افغانستان بأنها تركته تحت يد حكومة قوية
بعد ان قضت علي قوات المجاهدين وساعدها علي حفظ بعض ماء وجهها الذي مرغه المجاهدون
بالتراب. نصبوه رئيسا واعطوه كافة
الضمانات انهم سيساعدونه ويدعمونه وفي اسوا الحالات سينقذون حياته. لكن الذي حصل
انهم تركوه لوحده في مجابهة فصائل المجاهدين الافغانية ولم ترفع قشة لمساعدته حتي
انتهي به الحال معلقا من رقبته في وسط كابول. لذلك يا سيادة الرئيس نرجوا ان تعتبر
من التاريخ ولتعلم ان الروس واثقين من نهاية حكمك فقط يريدون كسب الوقت لابتزاز
العالم عن طريق موقفهم معك ولتعلم كذلك ان مسألة لجوئك الي روسيا فيها نظر. فروسيا لها الكثير من المصالح في سوريا ووجودك في
روسيا سيكون عائقا لاي نوع من العلاقة الطبيعية بينها وبين النظام السوري الجديد
في دمشق. والذي سيكون اول شروطه تسليمك لهم لتتم محاكمتك علي الجرائم والمذابح
التي ارتكبتها جيشك وميليشياتك ضد الشعب السوري...
لذلك
هي دعوة لك يا سيادة الرئيس للنظر حولك وانظر جيدا في عيون هؤلاء الجنود الروس لأن احدهم
يملك رصاصة تحمل اسمك عليها. فموتك هو اغلاق ملف ونهاية مرحلة يسهل للروس بعدها
ايجاد طريق عودة لسوريا أما حياتك فهي تعقيد العلاقة الروسية السورية اكثر وتجعل
اي محاولة لموسكو للغزل مع النظام السوري الجديد مستحيلة...لا نحسدك علي وضعك
الحالي يا سيادة الرئيس. فالذين يقومون بحراستك الان هم فرقة الاعدام التي تنتظر
اشارة الصفر لتنفيذ هذا الحكم فيك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق