الثلاثاء، 12 مارس 2013
ما هي حكاية تونس وإسلاميي الخليج؟
حادثتين متتاليتين استغربت عدم حصولهما علي الاهتمام الكافي من وسائل الاعلام العربية. وهما الزيارتين اللتان قام بهما شيخين من رجال الدين الخليجين الي تونس والظروف الغريبة والعجيبة التي واكبتهما. ففي الزيارة الأولي للشيخ نبيل العوضي الي تونس قام باستقباله في المطار في قاعة التشريفات رئيس ديوان الرئيس التونسي وهو أمر حاز علي كثير من الاستغراب من قطاعات كبيرة من الشعب التونسي وكان كثير تساءلهم هو من هو هذا الشيخ الخليجي الذي يتم استقباله في قاعة كبار الشخصيات من قبل رئيس ديوان الرجل الاول في البلد؟ والزيارة الثانية كانت لشيخ دين خليجي آخر من البحرين اسمه حسن الحسيني وهذه الزيارة ظروفها اغرب وأعجب من الأولي ففي هذه الزيارة يقف الشيخ حسن الحسيني في أحد أكبر شوارع تونس العاصمة يصاحبه فريق تصوير وبعض الملتحين التونسيين ليتجهوا بعد ذلك الي أحد اوكار الدعارة في تلك المدينة في قلعة مشهورة في تونس تسمي قلعة المرابطون. والذي يحدث بعد ذلك هو اغرب من الخيال فهذا الشيخ الخليجي يدخل مع فريقه الي ذلك الوكر بدون أي اعتراض من البلطجية الذين يقفون علي باب ذلك المكان وكأنهم تم تحذيرهم من عدم التعرض لشيخ الدين الخليجي هذا من قبل جهة امنية عليا. هل يعقل هذا يقوم مواطن من دولة ثانية باصطحاب فريق تصوير يقوم مكان مشبوه مثل هذا ويعرضه علي اليوتيوب في حادثة أساءت لسمعة الشعب التونسي الحبيب ولا أحد يتعرض له بل تتم زيارته وعمله المشين بحق تونس برعاية ومرافقة حكومية. هل هناك أغرب من هذا ؟
في أي بلد في العالم حتي المتحررة منها غالبا ما يتم إيقاف من يقوم بمثل العمل ووضعه علي أول طائرة الي بلاده. هذا اذا لم تعرضه لمحاكمة جنائية لقيامه بالتصوير بدون موافقة الجهات المختصة بالبلد.
بعد هاتين الحادثتين يتساءل الكثيرون عن نتائج هذه الاستباحة لتونس من قبل اسلاميي الخليج وماذا سيكون تأثيره علي أوضاع هذا البلد العربي المعتدل والذي تمتع الي فترة طويلة بالاستقرار السياسي والاجتماعي؟ وما هو دور الحكومات الخليجية في كبح جماح بعض مواطنيها من رجال دين من التدخل في شئون هذا البلد الذي أكثر ما يحتاجه في الوقت الحالي هو الهدوء والاستقرار وبداية البناء والالتفات الي تلبية حاجات شعبه الاساسية كالوظائف والصحة والتعليم وغيرها من الحقوق الاساسية لأي مواطن في العالم. المطلوب كف أيدي هؤلاء الشيوخ قليلا وترك تونس لتتعافي قليلا وتنهض وعدم إدخالها في دوامات يبرع هؤلاء الشيوخ في خلقها أينما ذهبوا والشواهد علي ذلك كثيرة كأفغانستان والصومال وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق