الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013
بكيت وطنا تركته..بكيت أمة خذلتني
ستنتهي الأزمة السورية وستنكشف الغمة التي سودت سماء سوريا وسيعود أغلب المهجرين السوريين الي منازلهم ووطنهم..لكن ستبقي تلك الغصة في قلب ذلك الفتي السوري الذي شاهدت عينيه الصغيرتان من الأهوال والمصائب ما لم تره عجائز الدنيا كلها..رأي أخته الرضيعة تتحول جثة هامدة بعد أن إزرق لونها في حضن أمها التي غلب إنهاكها وتعبها حزنها وفجيعتها فلم تصرخ ولم تولول فقط ضمتها إليها بكل ما تبقي فيها من قوة تودعها وتعتذر لها..آسفة يا حبيبتي..آسفة يا صغيرتي..رأي جنود النظام يسحبون أبوه من رقبته من شقتهم الصغيرة ويجرونه علي الأرض في طريقة مهينة ومذلة لا تليق بذلك الرجل الوقور الذي كان يراه أعظم رجل في الدنيا..كانت آخر كلماته قبل أن يختفي به هؤلاء الأشرار هي..أمك وأخواتك..أمك وأخواتك يوصيه عليهم ونفس الوقت يخبره أنه لن يعود..وكذلك
رأي رجالا ملتحين شعث غبر يجتمعون حول جارهم الطيب أبو أحمد ويطرحونه أرضاً وسط تجمع أهل الحارة الذين حجبوا رؤيته لما يحدث لكنهم لم يحجبوا تلك الصرخة الشنيعة التي خرجت من حنجرة ذلك الرجل الطيب قبل أن يقطعها أولئك الملتحون..ذبحوه فقط لأنه من طائفة الأسد وهو الفقير المسكين الذي ناله ما نالهم من نظام الأسد وأكثر ..لكن مع كل بشاعة وقساوة ما رأته تلك العينان البريئتان لذلك الفتي الصغير فأنها لا تعادل شئ مقابل شعوره بخذلان أمة مكونة من ٢٥٠ مليون أنسان لم يحركوا ساكنا لنصرته وتركوه مع ما تبقي من أسرته الصغيرة فريسة الجوع والبرد القارس في مخيمات اللاجئين البائسة في الأردن وتركيا ولبنان ..لا يريد نصرتكم بالسلاح الذي صدأ في مخازن جيوشكم فهو لم ينفعكم حتي بنفعه..ولا يريد إستنفار جنودكم الذين تتدلي كروشهم من بطونهم..يريد فقط الإغاثة من البرد والجوع اللذان يكادان يفتكان به ومئات الألوف من اللاجئين السوريين في أماكن تجمعاتهم العشوائية..أمة من ٢٥٠ مليون فرد تستطيع لو أرادت ووجدت الطريق ان تمنح هؤلاء اللاجئين فوق حاجتهم من الغذاء ووسائل التدفئة والعيش الكريم..فليهرع كل مواطن عربي أينما كان وأينما تواجد في أي بقعة من بقاع هذه الأرض الواسعة وليبحث عن قناة محترمة ومعتمدة وليبادر للتبرع بما يستطيع لغوث شعب يكاد يباد أمام أعيننا وبين ظهرانينا..ولا يستصغر أحد أي تبرع يمكن أن يقدمه فكل شئ يفيدهم ملابس..بطانيات..دفايات..مبلغ قليل تستطيع الإستغناء عنه..لا تتركوهم..الشعب السوري شعب عربي أصيل من العار علينا تركه لمصيره هكذا.
www.leeesh.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق