الجمعة، 3 أغسطس 2012
ابني العزيز للتاريخ والذكري الذي غزانا ليس صدام..
الذي غزانا وانتهك حرمة بلدنا وقتل شبابنا ونهب خيراتنا هم الشعب العراقي..
كانوا يرقصون علي جروحنا.. أتوا مثل الجراد الذي لا يبقي ولا يذر..ملئوا هذا البلد الصغير وافترسوه كالوحوش.
صدام رجل واحد.. والذي غزانا مئات الألوف.
صدام لم يكن في خندق ( الخنازير ) الجنود العراقيين الذين وجد الجنود القطريين فيه جثة لفتاة كويتية تم اختطافها واغتصابها وقتلها..
صدام لم يلبس بدلة نقيب عراقي قام بتفريغ رشاشه في أسرة كويتية صغيرة علقت سيارتها بصحراء جنوب الكويت.. فقط ليستولي هو و ( الخنازير ) جنوده علي صندوق ذهب صغير وجدوه معهم ..
صدام لم ينشطر إلي آلاف المدنيين العراقيين الذين ركبوا سيارات التاكسي وسياراتهم الخاصة ودخلوا الكويت ليحملوها بكل ما تقع عليه أعينهم وأيديهم..سلبوا حتي بلاط الشوارع..
مات صدام وما مات الكره والغل في قلوب العراقيين..
انظر إلي المزارعين العراقيين يتطاير الشرر من عيونهم وهم يصرخون كالمجانين يكسرون البايب الحدودي بيننا وبينهم فقط من أجل أربع أمتار من ارض الكويت.. وهم الذين خلفهم بلد يمتد لمئات الآلاف من الكيلومترات..
وكذلك نظرة واحدة ل محضر جلسة واحدة للبرلمان العراقي تجد أثنين أو ثلاثة من نوابه يلمزون ويهمزون تجاه الكويت.. وتصل الحقارة في بعضهم للطلب من الكويت الاعتذار وتقديم تعويضات للعراق بسبب مشاركتها في حرب تحريره ..! خلصناهم من طاغية مجرم قتل منهم أكثر ثلاث ملايين.. وأهدر مئات المليارات من خيراته ..وكمكافأة لنا يريدون أن نعتذر لهم..!
ابني العزيز.. يفقد الإنسان أشياء كثيرة وعزيزة في حياته.. يفقد الأم والأب والأصدقاء الأعزاء .. وقد جربتهم كلهم.. لكن صدقني يا ابني ليس هناك أشد مرارة من فقد الوطن..وهذا ما حصل لنا في ٢-٨ علي يد الشعب العراقي .. بدون وطن يحتويك ويضمك..تفقد الكثير من الكرامة وعزة النفس..
لذلك وصيتي لك وأبناء جيلك .. هي الحذر.. الحذر من جار الشمال. وشعب جار الشمال . فما زال في نفوسهم الكثير من الشر.. وما زال في قلوبهم الكثير من الغل..
ولتعلم يا ابني العزيز أن السبب الوحيد الذي يمنع العراقيين من اكتساح بلدنا مرة أخري.. هو.. فقط لأنهم لا يستطيعون..فلولا الله والحماية الدولية لأتوك مشياً.
أكررها مرة أخري .. الحذر.. الحذر من جار الشمال. وشعب جار الشمال . فقد زرع فيهم صدام فكرته المجنونة أن الكويت جزء من العراق وهي لن تنمحي بسهولة ولن تنمحي قريباً.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق