الكس تومسون
30-5-2012
الحزن الصارخ للناجين من الحولة
عبور المنطقة المحرمة بين آخر نقطة تفتيش للحكومة السورية الي منتصف الحولة هو أمر به الكثير من المخاطر. تحذير ضابط الأمم المتحدة المسئول عن قافلتنا هو( إبقوا علي بعد ٥٠ ياردة من السيارة التي أمامكم واذا بدأ إطلاق النار الخطة هي العودة بقوة للوراء والخروج من هنا.. تذكر أنك هنا لوحدك وعلي مسئوليتك.. حظا سعيداً).
تحذير بعض محتويات فيديو الكسن تومسون فيها مناظر بشعة.
وهكذا كان الطريق مستقيما ومباشر لأول ميل الي أول دوار حيث وجدنا جثث متعفنة لأحصنة..وهي النقطة التي عندها تعرف انك قد عبرت بأمان.. هذا لا يعني أنك في مأمن من رصاص القناصة من الجانبين أو من قصفهم.
( كانوا تحت ضغط عظيم لإدخالنا في الصباح..) قال هذا الكلام نفس ضابط الامم المتحدة الذي نصحنا قبل قليل.. وذلك بعد زيارة كوفي عنان أمس.. مضيفا ذلك الضابط
بالتأكيد علي طول الطريق المؤدي الي داخل مناطق الثوار لم نسمع طلقة واحدة ولا قصف قادم.
في أول مظهر الوجود البشري في منطقة الثوار واجهتنا صرخات( حرية.. حرية..)..وعلامات النصر بأيديهم.. وما ان خرجنا من شاحنتنا حتي حوصرنا بالكثير من الناس يصرخون ويبكون في مزيج من علامات الراحة والصدمة والغضب
سحبنا من بيت الي بيت من ناس يائسين لرواية قصتهم للعالم الخارجي.. خلال دقائق قابلنا يونس ذو الخمس والعشرين سنة.. وهو مستلقي في الغرفة وآثار طلقتين من الرصاص في جذعه.. كان يقول لنا بصوت ضعيف كيف حاول إنقاذ صبي عمره ١١ سنة في الجمعة حيث أصيب.. وقد مات الصبي من اطلاق النار عليه.
فتاة في الخامسة عشر من العمر تستلقي علي سرير آخر علي بعد ١٠ ياردات تصف كيف شاهدت الشبيحة من خلف النافذة وهي أيضاً تم اطلاق النار عليها..
عبدالباري (٣٠) سنة يصف كيف تعرض لإنفجار خلال مظاهرة بعد صلاة الجمعة الماضية.
سواء أحببنا هذا الأمر أم لا فقد تم سحبنا الي الشارع مرة اخري.. في ناحية كان هناك صبي( ٨) سنوات تم اطلاق النار علي ذراعه وبجانبه رجل يرينا فيديو بتلفونه لأطفال اثنين تم جز حلقيها الي درجة أن رأسهما يكاد ينفصل .
رجل آخر اقترب إلينا فجأة وهو متعلم يتكلم الانجليزية بدرجة جيدة..وصل في مشاعره الي الغضب البارد من المذبحة..
علي مدي الثلاث ساعات القادمة سأسأله نفس الأسئلة لأري ان كنت سأجد بعض التناقض في قصته.. لم يحدث فقد كرر نفس التفاصيل بحذافيرها..
كان مستعد لكشف هويته والظهور بمقابلة أمام الكاميرا لكننا رفضنا لحمايته والقناة الرابعة تحتفظ بكل المعلومات عن هوية هذا الرجل
يصف كيف كان هناك قصف كثيف لعدة ساعات..بعد ذلك دخل الشبيحة من الجانب الجنوبي والجنوب الغربي.. كانوا تقريباً مئة شخص يلبسون ملابس عسكرية.. اقتربوا من ناحية طريق السد الذي يربط النبع الكبير لقرية الحولة.. ويضيف ( وهذا ما أجمع عليه الجميع) أن هؤلاء الرجال كانوا شيعة وعلويين أتوا من قرية شيعية علوية محددة تقع علي جنوب وغرب الحولة
شمس عدة قري ولاحقا علي السطح شاهدنا القري المحيطة بقرية الحولة التي يقطنها غالبية سنية
اسمان ظهرا.. كابو والفالح هما قريبتان ولاتبعدان اكثر من ميلين او ثلاثة..ويستمر بالوصف كيف كان القتلة الذين كتبوا شعارات شيعية علي جباههم ينتقلون من بيت الي آخر للبحث عن عائلات سنية وذبحها..
هو يقول : هم ذبحونا وقتلونا ولكن عندما ينتهي كل هذا وننتصر سوف نذهب هناك ونجدهم وسنذبحهم.. سوف نقتل رجالهم ونسائهم واطفالهم كما قتلوا رجالنا ونسائنا وأطفالنا
مرة أخري تم إخبارنا ان هناك الكثير من الجثث لم تكتشف بعد.
يوم الأحد شاهدت بنفسي جثتين لم يلاحظهما فريق الأمم المتحدة..
في القبر الجماعي الذي يحوي جثث اكثر من ١٠٠ جثة لأطفال ونساء.. تم حفره بعناية ليكفي لكل تلك الجثث الملفوفة بالخرق فقط فالكفن هو امر لايستظيعون توفيره والكهرباء والماء لا تصلان لهذه القرية.
الأمم المتحدة تتفق تماماً مع تقديرات هؤلاء .. وفي عصر هذا اليوم كانت مهمتهم استرجاع المزيد من الجثث لكن الذي صعب من مهمتهم هو وجود الكثير من تلك الجثث بالقرب من نقاط الجيش السوري والتي تعتبر مكاناً خطراً.
هذا حزن كبير وصارخ.. ماذا تستطيع ان تقول؟ماذا تستطيع أن تفعل؟ ماذا تستطيع ان تعرض علي عبدول حماد ذلك الرجل الكهل الذي لا يعلم فقط أن إبنته قد قتلت.. بل يعلم كذلك أنه تم جز رقبتها بسكين..ويبدوا أنه ( حد) من قبل رجل يعيش فقط علي بعد عدة أميال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق