الأحد، 16 أغسطس 2015

ضنينات النفوس لها مزار

بعد الاربعين بحكم السن وبحكم الواجب تكثر زياراتك للمقابر لأداء واجب العزاء.وأكثر الأشياء المتكررة التي لاحظتها هي أن أكثر المتأثرين في صف مستقبلي العزاء هو الأخ سواء كان المتوفي (شايب) طاعن في السن وشقيقه هذا الذي يبكي لا يصغره بسنوات كثيرة أو كان طفل رضيع وشقيقه الغارق في البكاء هو ولد لا يتجاوز عمره سن المراهقة.تجد الصبر والتحمل في وجوه أغلب أصحاب العزاء إلا ذلك الأخ والشقيق تراه يجهش بالبكاء بتأثر كبير ويداه ترتعدان بالكاد يصافحك. الأخوة ذلك الرابط الحميمي الطويل الذي يبدأ من أول إطلالة لك في هذه الدنيا إلي آخر نفس لك فيها.ولعل الشقيق الباكي في  عزاء ي أخيه تذكر بعض فترات تلك الرحلة الطويلة من أخوة الدم.أوقات جميلة جمعتهم وذكريات عزيزة علي القلب لا يعلمها غيرهم إالا خالقهم.او لعله يتذكر كذلك  تقصير بدر منه تجاه شقيقه في قلة وصله أو مساندته في محنة ألمت به.يتمني لو يعود به الوقت ليعوض تلك الأوقات بوصله والبر به.وقد خلد الشعراء تلك العلاقة . يبكي المهلهل الزير سالم عند قبر أخيه كليب وينشد : أهاج قذاء عيني الأذكار ؟ هدوءا فدموع لها أنهمار دعوتك يا كليب فلم تجبني وكيف يجيبني البلد القفار أجبني يا كليب خلاك ذم (ضنينات النفوس لها مزار) وكنت أعد قربي منك ربحا إذا ما عدت الربح التجار كأني أذا نعا الناعي كليبا تطاير بين جنبي الشرار فدرت وقد غشى بصري عليه كما دارت بشاربها العقار سألت الحي أين دفنتموه فقالوا لي بأقصى الحي دار فسرت إليه من بلدي حثيثا وطار النوم وامتنع القرار . وكذلك يقول الشاعر محمد الوافي الزعبي في مدح أخيه خالد مبارك الزعبي : نيابة عن تاج راسي ومحزمي أخوي لا كبرت علي أمورها يشيل ما شال البليهي ويرتجي ما جاك من الحليلة بشورها. نقطة أخيرة : بر أخيك في حياته ولا تنتظر ذلك اليوم.