الأحد، 17 فبراير 2019

الربعي ذلك الرجل المتفائل

كنت أحدق فيه وهو يلقي علينا المحاضرة في جامعة الكويت وأسائل نفسي كيف لهذا الرجل ذو الجسد الضئيل ان يكون صاحب التاريخ النضالي العريق والذي كنا نسمع عنه كثيرا..ولكن بعد عدة محاضرات كان فيها يسحرنا بطريقة كلامه والمواضيع التي كان يسترسل فيها وينتقل بنا من موضوع لآخر...تأكدت أننا أمام رجل مختلف...أكثر شئ كان واضحا في شخصيته رحمه الله تفائله وحبه للحياة...ودعوته للناس للتفائل وحب الحياة...كان يقول لنا جيلنا أدي دوره وسلم لكم كويت ديمقراطية متوحدة...والآن اتي دوركم...من الصعب بل من المستحيل وصف طريقة كلامه ..كان لا يتكلم كان يحلم...يأخذك معاه في رحلة بعيدة مليئة بالفلسفة وقصص الكفاح والأحلام الكبيرة والآمال الأكبر..
.ظلموه وقالوا أنه ضد الدين مع أنه كان رحمه الله يذهب الي العمرة كل سنة وكان له أحد الأصدقاء المقربين وهو رجل دين سعودي مشهور لا يحضرني اسمه...كان يقيم عنده عدة أيام...
رحمك الله يادكتور أحمد وأسكنك فسيح جناته...ولا زلت أتذكر موقفك الانساني معي شخصيا عندما حضرت لمكتبك في جريدة القبس مودعا ومسلما عليك وقلت لك أنني ذاهب للعلاج في مدينة بوسطن ...فتحت دفترك الاسود الصغير وأعطيتني عنوان بعض الطلبة الكويتيين هناك ..الذين قاموا بالواجب واكثر معي....
إلي جنات الخلد يا أبا قتيبة...نذكرك هذه الأيام في الكويت التي كثر بها التشائم والمتشائمون.