أرجو أن تسود لغة الحكمة في وطني.. وطني صغير وجميل وبني وطني ناس كرام يستحقون من المجلسين تحكيم العقول والسعي بالبلد الي بر الأمان
 
نعم نختلف ونعارض بعضنا البعض واحيانا تتعالي الأصوات فيما بيننا كلٌ يقدم حجته .. لكن نعرف أين نتوقف عن الخلاف ونعرف متي نضع أيدينا مع بعض
اليوم الوطن يحتاج حكمة أبنائه ويحتاج تقدم العقلاء وتراجع الجهلاء...
بداية العلاج تتطلب تشخيص العلة..والتي برأيي المتواضع تتلخص في امرين لا ثالث لهما وهما السبب الرئيسي للخلل في العلاقة بين الحكومة ومجلس الأمة خلال السنوات القليلة السابقة وهما الاستجوابات المتتالية وضعف أو عدم وجود ( محامي قوي  ) للحكومة..
بالنسبة للاستجواب فقد تحول الي كابوس مزمن للحكومة وصداع أدي الي هجرة الوزراء وتساقطهم الواحد تلو الآخر..وكذلك تسبب في اعتذار الكثير من الشخصيات العامة عن التوزير..خوفا من الاستجواب والمنصة..لا هربا من المساءلة بل من سوء استعمال اداة المسائلة..فقد تحولت الي وسيلة سب وقذف لشخص الوزير و ( تهزيئه )..أمام العالم وهذا انحراف كبير عن الهدف الأساسي للإستجواب وهو معرفة الحقيقة.. الحل هو في جلوس الحكومة مع مكتب  ورئيس المجلس والوصول الي تفاهم يتم من خلاله تنظيم هذه الأداة المهمة بما يحفظ كرامة الوزير المستجوب ونفس الوقت إتاحة الفرصة للنائب لتحقيق مراده من الإستجواب وهو الحصول علي رد مقنع وشافي من الوزير علي الأسئلة والمحاور التي طرحها في استجوابه.. فقط (  قليل من التنظيم وكثير من الإحترام..) سيوقف تحول أداة المسائلة هذه الي شوكة في خاصرة الحكومة تتوقف البلد بسببها اكثر من أسبوعين.
الموضوع الثاني وهو غياب ( المحامي ) القوي للحكومة تتحمله الحكومة نفسها بسبب غضها النظر عن الكثير من الكفاءات القانونية الكبيرة الموجودة في البلد والتي البعض منها يقف علي مسافة متساوية من جميع الكتل السياسية وله علاقات معهم كلهم ويستطيع الدفاع عن الحكومة بشكل أفضل والأمثلة علي تلك الكفاءات كثيرة كالدكتور فايز الظفيري استاذ القانون في جامعة الكويت وكذلك الدكتور فايز الكندري والدكتور عبدالله الحيان وغيرهم كثير من الشخصيات التي جمعت بين الخلفية القانونية الكبيرة والعلاقات الاجتماعية والسياسية الممتازة مع كل الأطراف..