الاثنين، 28 مايو 2018

الدراما الكويتية صناعة مجدية


 قضينا أغلب عمرنا نشاهد الأفلام والمسلسلات الأمريكية لكن صدمنا عندما ذهبنا إليها توقعنا المطاردات الشرسة في كل الشوارع والرصاص يتطاير في كل مكان فقط وجدنا مدناً هادئة وضواحي مملة Suburbs (
هذا هو حال الأعمال الفنية في كل أنحاء المعمورة لا تنقل لك الواقع بحذافيره فالواقع أغلبه ممل ولا يستحق المشاهدة لذلك تضع فوقه الكثير من البهارات لكي يجذب الناس للمشاهدة والتسمّر أمام شاشات التلفزيون. وهذا الأمر ينطبق علي الدراما الكويتية فهي لا تنقل ولا تمثل الواقع الكويتي فأغلبها قصص من نسج خيال المؤلف.طبعاً هذا ليس عذر ولا مبرر لبعض الحوارات والألفاظ السيئة التي نسبتها صغيرة جداً في المسلسلات الكويتية.وأغلب حواراتها تم كتابتها من أدباء محترمين وراجعتها لجنة النصوص في وزارة الإعلام.والوضع حاليا هو
إنتشار كاسح للدراما والمسلسلات الكويتية في جميع الفضائيات الخليجية بل والعربية أيضا فإحدى الفضائيات المصرية تعرض مسلسل مع حصة قلم للفنانة القديرة حياة الفهد وهذا أمر مشجع وطيب وله تداعيات طيبة في الناحية الإقتصادية للبلد فالدراما الكويتية تحولت في السنوات العشر الأخيرة إلي ( صناعة مجدية).
فقط نظرة علي شريط التتر ( هو الكلام الذي يأتي في ختام المسلسل ويذكر أسماء كل من ساهم به مِن المخرج إلي الممثلين مروراً بجميع المهن والخدمات التي ساهمت في إنتاج المسلسل) سنكتشف أنه هناك أكثر من ١٠٠ إلي ٢٠٠ شخص ساكن في الكويت سواء مواطن أو وافد قد تلقوا أجراً مقابل العمل في هذا المسلسل وتتراوح تلك المبالغ حسب ما ذكره الأستاذ بسام عبدالأمير وهو أحد أبرز المنتجين في الكويت من ٦٠٠ ألف دينار لبطل أو بطلة المسلسل إلي عدة مئات من الدنانير للفني البسيط الذي ساهم في الديكور أو الصوت والإضاءة.طبعا غير الملايين التي حصل عليها المنتج المنفذ للمسلسل ولا ننسي الدعايات التي تعرض أثناء المسلسل والتي غالباً أبطالها أيضا مواطنين تقاضوا عشرات الألوف وفِي بعض الحالات مئات الألوف..بإختصار مسلسل كويتي واحد أضاف للناتج القومي للبلد عدة ملايين من الدنانير تصب كلها في البنوك الكويتية ويتم صرف جزء كبير منها في الكويت.
لدينا صناعة مزدهرة وهي حالياً بجهود ذاتية وتقاوم الكثير من العراقيل وبإمكانها أن تزدهر أكثر وتُدخِل أكثر للناتج القومي لو تم مد يد العون لها ودعمها.

نقطة أخيرة : لو كنت وزيراً للإعلام لإستدعيت كبار المنتجين المنفذين في الكويت يصاحبهم كبار النجوم وطلبت منهم مضاعفة الإنتاج والتوسع ليُدخل. أموال أكثر في الدخل القومي وذلّلت كل العراقيل التي تواجههم.

الأربعاء، 23 مايو 2018

حدثني عن كرم الفقراء


في سطح الحرم بعد صلاة المغرب في إنتظار صلاة التراويح لم أحضر معي الفطور وإكتفيت بالتمرة والماء بعد نص ساعة (طقتني الجوعة الصجية) تلفت حولي شاهدت معتمر مصري فرش له سفرة صغيرة وأخذ يقطع خبزتين معه قطع متوسطة ثم وضع ٦ حبات زيتون وقطعتي لحم وماعون لبنة كنت أعتقد أنها وجبة شخصية خاصة به لكنه مد سفرته أطول من حاجته والظاهر أنها أشارة صامتة في الحرم لمن يرغب بمشاركة وجبته مع الغير في الحرم.بدون أي كلام أو سلام جلس معه كهل تركي ثم بعد قليل شاركهم شاب لا أعلم باكستاني أو أفغاني لا أفرق بينهم .أعجبني المشهد فقمت من مكاني وجلست معهم.أول ما جلست ناولني صاحب المائدة قطعتي خبز وزيتونة واحدة وعرض كذلك بعض اللحم إعتذرت عنه ولكن بدت بأكل الخبز الجاف جداً مع اللبنة ووضعت الزيتونة في فمي وأنا سعيد بهذه الوجبة البسيطة.بعد ثواني قليلة بدأ بعض الناس من حولنا بإحضار عينات من أكلهم لوضعها علي مائدتنا الجميلة .أطرفهم كان رجل مِن آسيا الوسطي حضر ومعه ماعون حُمُّص لم يبق منه إلا ربعه لكنه أصر علي مشاركتنا فيه فأخذ يضربه علي الأرض حتي يخرج فتات الحمص المتبقي.
جلسة وتجربة جميلة أثبتت لي بصورة واضحة ومتجلية عن كرم الفقراء والبسطاء أصحاب النفوس الطاهرة والجميلة الذين أبوا إلا أن يشركوننا بالقليل من الطعام الذي واضح أنه هو جل ما يملكون في اللحظة.
قارنها مع بعض الأغنياء ( أللي رجل في القبر ورجل في الدنيا) وما زال يراكم الملايين فوق الملايين لا يتصدق بفلس واحد علي الفقاري والمساكين وهو يراهم كل يوم.بخله هذا ليس فقط علي الفقراء بل هو أيضا بخلاً علي نفسه فقد حرمها من الحسنات التي كانت ستنفعه في سنوات حياته الأخيرة.

نقطة أخيرة : من فترة لأخرى أخرج من دائرتك الصغيرة وخالط بعض الفقراء ستعود بعدها لحياتك العادية وأنت ممتن وسعيدا بها.