الأربعاء، 23 مايو 2018

حدثني عن كرم الفقراء


في سطح الحرم بعد صلاة المغرب في إنتظار صلاة التراويح لم أحضر معي الفطور وإكتفيت بالتمرة والماء بعد نص ساعة (طقتني الجوعة الصجية) تلفت حولي شاهدت معتمر مصري فرش له سفرة صغيرة وأخذ يقطع خبزتين معه قطع متوسطة ثم وضع ٦ حبات زيتون وقطعتي لحم وماعون لبنة كنت أعتقد أنها وجبة شخصية خاصة به لكنه مد سفرته أطول من حاجته والظاهر أنها أشارة صامتة في الحرم لمن يرغب بمشاركة وجبته مع الغير في الحرم.بدون أي كلام أو سلام جلس معه كهل تركي ثم بعد قليل شاركهم شاب لا أعلم باكستاني أو أفغاني لا أفرق بينهم .أعجبني المشهد فقمت من مكاني وجلست معهم.أول ما جلست ناولني صاحب المائدة قطعتي خبز وزيتونة واحدة وعرض كذلك بعض اللحم إعتذرت عنه ولكن بدت بأكل الخبز الجاف جداً مع اللبنة ووضعت الزيتونة في فمي وأنا سعيد بهذه الوجبة البسيطة.بعد ثواني قليلة بدأ بعض الناس من حولنا بإحضار عينات من أكلهم لوضعها علي مائدتنا الجميلة .أطرفهم كان رجل مِن آسيا الوسطي حضر ومعه ماعون حُمُّص لم يبق منه إلا ربعه لكنه أصر علي مشاركتنا فيه فأخذ يضربه علي الأرض حتي يخرج فتات الحمص المتبقي.
جلسة وتجربة جميلة أثبتت لي بصورة واضحة ومتجلية عن كرم الفقراء والبسطاء أصحاب النفوس الطاهرة والجميلة الذين أبوا إلا أن يشركوننا بالقليل من الطعام الذي واضح أنه هو جل ما يملكون في اللحظة.
قارنها مع بعض الأغنياء ( أللي رجل في القبر ورجل في الدنيا) وما زال يراكم الملايين فوق الملايين لا يتصدق بفلس واحد علي الفقاري والمساكين وهو يراهم كل يوم.بخله هذا ليس فقط علي الفقراء بل هو أيضا بخلاً علي نفسه فقد حرمها من الحسنات التي كانت ستنفعه في سنوات حياته الأخيرة.

نقطة أخيرة : من فترة لأخرى أخرج من دائرتك الصغيرة وخالط بعض الفقراء ستعود بعدها لحياتك العادية وأنت ممتن وسعيدا بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق