الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

نتذكر ٢-٨ ولكن أيضا نتذكر ٢٠٠٣..يالجزيرة


لم تمر علي الكويت وشعب الكويت فترة إعلامية أسوأ من تلك التي سبقت إسقاط صدام بعدة سنوات.تم شيطنة دولة وشعب بالكامل وتحميله كل الأمور السيئة التي حدثت للعراق وشعب العراق في تلك الفترة التعيسة من تاريخنا العربي المعاصر.
وأكبر أدوات تلك البروباغندا الخبيثة إن لم تكن الوحيدة هي قناة الجزيرة التي تصدر من قطر وتمولها حكومة قطر بالكامل.
فالكويت هي سبب حصار العراق والكويت تسببت في مجاعة اطفال العراق ‏(في الوقت الذي كان صدام يستورد افخر أنواع النبيذ ويلتهم الغزلان المشوية).كل هذا التشوية وتلك الحملة المسعورة أتت من أستديوهات قناة الجزيرة في الدوحة ومن مراسليها في بغداد الذين كانوا ينقلون صور معاناة الشعب العراقي والظروف السيئة التي تسبب فيها الحصار لكنهم بقدرة قادر أغفلوا عيونهم عن قصور صدام الرئاسية السبعة وعن أطنان اللحم والخضروات وكل ما لذ وطاب من خيرات الشعب العراقي تمر في أزقة وحواري بغداد الفقيرة وتذهب إلي المطابخ الرئاسية.
وكذلك غض مراسلي الجزيرة نظرهم عن كوبونات النفط العراقية التي تتحاذف يمنة ويسارا علي بعض الإعلاميين العرب المرتزقة بل ووصلت لأحضان الفنانات والممثلات ولكنها ضلت طريقها عن معدة المواطن العراقي وافواه أطفاله.
لم تذكر الجزيرة حرف واحد عن إستيلاء صدام وزبانيته علي أموال برنامج النفط مقابل الغذاء الذي إبتدعته الامم المتحدة لتوصل الغذاء والمواد الأساسية للشعب العراقي ولكنها فشلت فوقعت كل تلك الأموال في يد الحكومة العراقية التي تركت شعبها يعاني ويجوع وذهبت تبعثر تلك الملايين لشراء ولاء بعض الإعلاميين والسياسيين العرب والذين فتحت لهم قناة الجزيرة من (قطر ) كل ابوابها وأستديوهاتها وأعطتهم ساعات كثيرة وثمينة من البث المباشر علي الهواء لينشروا سمومهم ويكرروا الإسطوانة المشروخة التي تم تلقينهم بها من غوبلز العرب وزير الإعلام العراقي السابق الصحاف.
وهذا الصحاف لوحده كان نجم من نجوم قناة الجزيرة التي فرضته كمادة يومية علي شاشاتها فقط  لينقل الكثير من الدجل والكذب حول واقع المعارك الدائرة يساعده علي ذلك الخبراء العسكريين  العرب الفاشلين الذين إستنهضتهم قناة الجزيرة من قبور تقاعدهم وأعادت لهم الحياة.
هؤلاء الخبراء العسكريين الذين لم يتوقفوا عن خزعبلاتهم وتحليلهم حتي ظهرت ٣ دبابات أمريكية في وسط ميدان بغداد فبلعوا ألسنتهم وصمتوا بعد أن بلعوا مئات الألوف من قوت الشعب العراقي جعلها الله في بطونهم حريقا ونارا.
خطورة ما فعلته قناة الجزيرة من (قطر )  في ذلك الوقت انهابالإضافة الي إستعداء شعوب الأمة العربية والإسلامية علي الكويت وشعبها فإنها ساهمت في إطالة أمد معاناة الشعب العراقي وساعدت علي إستمرار الطاغية صدام في مكابرته علي حساب معاناة شعبه فإستمر في سياساته الغبية حتي إنتهي الوضع في العراق الي تلك المواجهة الحمقاء والغير متكافئة مع أقوي جيش علي وجه الارض والنتيجة هي ما نراه اليوم من تقسيم العراق وتعرضه لكل انواع الكوارث التي لن ينهض منها قريبا.
هي قناة الجزيرة من (قطر ) التي إستمرت في ضخ شرايين ذلك النظام المتهالك بالاكاذيب والدجل حتي انه صدقها بنفسه فقاد نفسه وشعبه لتلك النهاية المأساوية التي لا يستحقها شعب كريم مثل الشعب العراقي ولا بلد عريق عمره بالآلاف مثل العراق.
بلغت تلك الحملة المسعورة من قناة الجزيرة ذروتها في نهاية التسعينات وشوهت صورة الشعب الكويتي لدرجة أنه حصلت حوادث كثير في بلدان عربية أن سواق التكاسي المغسولة أمخاخهم من قناة الجزيرة أنهم تعدوا لفظيا علي السياح الكويتيين بل وصلت فيهم في بعض الحالات كما حدث لطلبة كويتيين يدرسون في مصر وقتها أن سائق التاكسي أنزلهم وإعتدي عليهم بالضرب.
نقطة أخيرة : إن كان صدام غزا الكويت وإحتلها لسبعة شهور فإن قناة الجزيرة زرعت في وعي قطاع كبير من الشعوب العربية والإسلامية صورة قبيحة ومشوّهة عن الكويت وشعب الكويت لعشرات السنين وربما للأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق