الأحد، 12 مايو 2013

الفرق بين تجنيد عباس ومطلق وتجنيد سامي وفريد.

في نفس الليلة وبعد ساعات من إستقراري في غرفتي بالسكن الجامعي في الجامعة التي درست فيها في أمريكا تفاجأت بطرق علي الباب وما أن فتحته حتي وجدت خلفه طالب أمريكي اسود طويل القامة..لم أبدي إرتياحا لمنظره خاصة مع سمعة السود في نيويورك لكنه بدد خوفي بإبتسامة وعرف عن نفسه أنه تم تعيينه مشرفا للدور الذي أسكن فيه وأنه جاء ليرحب ويتطمن علي ..وبعد الحديث معه أخبرني أنه شارك بحرب تحرير الكويت بصفته جندي في الجيش الإحتياطي الأمريكي وهو ما يشابه نظام التجنيد في الكويت لكنه إختياري وتطوعي وليس إجباري وعندما إستفسرت منه عن كيفية هذا النظام وكيف يطبق أجابني أن الجيش الأمريكي يقوم بعرض مغريات كثيرة لتشجيع الشباب علي الإلتحاق بهذه الخدمة التطوعية وهي كالتالي يلتحق الشاب بالجيش لمدة سنتين يتم خلالها تدريبه في البداية علي أساسيات العمل العسكري ثم بعدها يتم فرزه لأحد قطاعات الجيش المتخصصة ليتم تدريبه فنيا متخصصا في ذلك المجال وبعد السنتين يتم إستدعائه شهر بالسنة ليتم إعادة تدريبه وصقل إمكانياته في ذلك المجال المتخصص وطبعا خلال فترة السنتين يتم صرف مكافأة مجزية له بالإضافة الي أنه يتم صرف مبلغ ٢٤ ألف دولار بعد نهاية السنتين وهي لا تدفع له مباشره بل تدفع كأقساط للدراسة في أي جامعة يختارها وذلك لتشجيعه علي إكمال الدراسة وتطوير نفسه والذي سيصب في النهاية لصالح الجيش فمجند جامعي بالتأكيد أفضل لهم من حامل الثانوية وسيرجع لهم وقد أصبح إنسان أكثر نضجاً وأكثر تعلماً..هذا هو بإختصار نظام التجنيد في أمريكا..أولاً تطوعي ثانياً يأخذون الشاب ويعطونه حرفه أو تخصص يفيدهم ويحتاجونه وكذلك يستطيع الشاب الإستفادة من هذه الخبرة في حياته المدنية بإيجاد عمل له وثالثا يعطونه حافز كبير للدراسة الجامعية بإستعدادهم لدفع رسوم أي جامعة يختارها..لذلك أتمني أن تستفيد الكويت من تجربة أمريكا في هذا المجال وعدم إعادة التجنيد الإجباري بنسخته القديمة فالوقت تغير وشباب السبعينات والثمانينات ليسوا كشباب الألفية الجديدة..وما كان مناسباً لعباس ومطلق لن يكون صالحاً لسامي وفريد..يجب مراعاة التغير الكبير في طبائع وأسلوب وحياة الشباب هذه الأيام وهذا لا يعني التقليل من شباب هذه الأيام ففيهم الخير والبركة ولو وجدوا من يفهمهم ويقدر إمكانياتهم لأبدعوا وصنعوا المعجزات كما أن مقياس قوة الجيوش في عصرنا هذا قد تغير فبإمكان جندي ( معصقل ) صغير أن يعطل منظومة إطلاق الصواريخ في جيش العدو بإستخدام مهاراته في الكومبيوتر..التي يستطيع عن طريقها قرصنة وإختراق حواسيب الجيش الإخر..فعصر العضلات والقوات المسلحة الكبيرة إنتهي وبدأ عصر الجيوش الذكية قليلة العدد والتي تضم نخبة من كل التخصصات العلمية..وهذا أمر أرجو أن تأخذه الحكومة بالإعتبار حين تطبيقها نظام التجنيد الجديد..فلم يعد كافيا تجميع الشباب وتدريبهم علي الحركات العسكرية وكيفية إستخدام الأسلحة..المطلوب هو جيل عسكري متخصص في كافة المجالات وليكن تطوعيا وفيه الكثير من المغريات للشباب العاطل الذي يرغب في تحسين مستوي حياته..لذلك نقولها مرة أخري تجنيد سامي وفريد في الألفية الجديدة يجب أن يختلف عن تجنيد مطلق وعباس في الثمانينات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق