الاثنين، 30 مارس 2015

وين رايح يا مشعل؟

                       وين رايح يا مشعل؟ رايح المظاهرة عشان أفزع للمعارضة سألته مرة أخري وأنا أعرف الإجابة ليش شفيها المعارضة.؟ لم يرد علي مضي في طريقه وهو (يعابل)  غترة شماغ طويلة  يحاول أن يربطها ويتلطم بها وهي تكاد تصل إلي أخمص قدميه..عمره تجاوز العشر سنوات بقليل وهو إبن أحد الجيران..في تلك الليلة وفي الشارع المقابل لباب بيتي وفي عز إصطدامات المتظاهرين مع القوات الخاصة مرت مجموعة من المراهقين تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر وهم يحاولون الإختباء من رجال أمن بلباس مدني يطاردونهم  في الشوارع الداخلية لصباح الناصر بعد فض مظاهرتهم بالقوة والغازات المسيلة عند دوار الكرامة..أحدهم كانت تنزف قدمه لكنه كان بتحامل علي نفسه ويجري بنفس سرعة رفاقه..مشهد مؤثر.. علي مدي ثلاثة ليالي كانت مداخل منطقة صباح الناصر كلها شبه مغلقة بعد صلاة العشاء بقليل بسبب المواجهات وعمليات الكر والفر بين المتظاهرين ورجال وزارة الداخلية..دخلت بيوتنا خلالها رائحة الغاز المسيل للدموع..كانت كريهه وأول شئ تعمله هي التسبب بشعور حارق في العينين وفي الحلق..كما روعت أطفالنا أصوات القنابل الصوتية التي كانت تلقيها القوات الخاصة والمفرقعات النارية التي يرميها عليهم المتظاهرين..أيام صعبة عاني منها أهالي صباح الناصر الأمرين. وتقريبا كل أسبوعين ثلاثة يتهور أحد شباب الحراك فيتلفظ بألفاظ خارجة عن القانون في أحد وسائل التواصل الإجتماعي فيزج به في السجن وتستمر محاكمته عدة أشهر يعاني خلالهم (شايبه وعجوزه) فمن تكاليف المحامين الباهظة إلي ألم فراق (الظني) الذي لا يعادله ألم. من مشعل ذو العشر سنوات الي المراهق ذو الخمسة عشر عاما الذي نزفت قدمه أمام بيتي الي الشباب العشريني الذين سجنوا هم ضحايا النهج العقيم والغير سليم للأغلبية والمعارضة. آن الأوان لعقلاء المعارضة أن يضعوا مصلحة ومستقبل الشباب الذين يتبعونهم ويثقون بهم نصب أعينهم.ويجب عليهم أن يعترفوا أن نهجهم السابق لم يوردهم إلا الخسائر تلو الخسائر فالناس بدأت بالإنفضاض من حولهم بعد أن رأوا بأعينهم أن نهج المعارضة عقيم ولن يوصلهم الي أي مكان غير الإصطدام برجال القانون الذين ليس لديهم خيار آخر غير تأدية واجبهم الذي يفرض عليهم فرض القانون في البلد. المعارضة الرشيدة هي التي دائما تقدر أوضاعها كل فترة وتعيد حساباتها لتتوائم أفعالها مع كل مرحلة حسب ظروفها وتفاصيلها.عكسها المعارضة الغير الرشيدة التي تجمد عند رأي ونهج واحد لا تحيد ولا تصد عنه علي الرغم تغير الظروف والأسباب التي أجبرتها علي إتخاذ مواقفها السابقة. نقطة أخيرة : الكويت بلد خير تحكمه أسرة كريمة هي من الشعب والشعب يجلها ويحترمها وفيها ديمقراطية وهامش حرية يحلم به الكثير وثروة وخير كثير منحنا إياه الله. لنستغل كل هذا في النهوض ببلدتا وإزدهاره ولنترك الخلافات التي وقفت حال البلد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق