الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

عندما يموت الفقير في بلد كريم

                

هذا الكلام التالي هو حرفيا ما أرسله احد الأطباء لأحد أصدقائه في تويتر في  الخاص ( بسبب عدم القدرة علي دفع الرسوم بعض الوافدين المتعففين يتجنبون اللجوء للمستشفي حتي يتفاقم المرض وفِي بعض الحالات يكون المرض عبارة عن إلتهابات صدرية شديدة أو إلتهابات سحايا وهي بالعادة معدية وتأخر العلاج مع مخالطة المريض لأصحابه في السكن أو العمل قد يؤدي لإنتشار العدوي بينهم).إنتهي كلام الطبيب كانت عنده حالة لمريض رفض دفع الرسوم بسبب إلتهاب الصدر..
ما سبق مجرد فقط عينة صغيرة لما يراه ويصادفه اصحاب الميدان والنَّاس الموجودين علي خط المواجهة المباشرة مع مئات الآلاف من المرضي الذي يتوافدون كل يوم عليهم سواء في عيادات الطوارئ او العيادات الخارجية.وهي تحكي عن وضع جديد مؤلم في القطاع الصحي الكويتي بعد رفع الرسوم وهي لحالات ليست قليلة تأتي لعيادات الظواري ويتم تشخيص حالتها كخطيرة او حرجة وتحتاج دخول اجنحة المستشفي  لمزيد من الفحص والعلاج لكنها ترفض وتخرج من المستشفي حاملة معها آلامها واوحاعها وأمراضها التي تكون في كثير من الأحيان معدية.
طيب ما هو السبب ؟ ولماذا وصلنا لهذه المرحلة التي يرفض فيها المريض العلاج ويغادر المستشفي مخالفا توصيات الطبيب المعالج متجاهلا تداعيات تصرفه هذا الذي اول خطره هو نقله لمرضه المعدي هذا لكل من يخالطه وإنتهاءا بوفاته.وهو امر محزن فالعلاج هو حق أساسي من حقوق الإنسان ولا يجب حرمانه منه بسبب وضعه المادي الضعيف.
اول إجابة تتبادر للذهن علي سؤالي السابق هي رفع الرسوم وانا بإعتقادي الشخصي هي إجابة غير كاملة بل يجب ان تكون كالتالي ( رفع الرسوم دون السماح بإيجاد بدائل رخيصة للوافد ضعيف الحال) نحن نتكلم عن ناس بالكاد يجد قوت يومه فهو يوفر كل فلس يحصل عليه لإرساله لأناس كثيرين في بلده هو يعيلهم وتغرب من اجلهم.
نعم رفع الرسوم الصحية قرار سيادي من حق اَي دولة تحاول الحفاظ علي مستوي خدماتها الصحية من طوفان مئات الآلاف مت الوافدين الذين تواجدوا علي ارضها لكن هي أيضا مسئولة عن إتاحة المجال للعلاج للجميع.بما انك وافقت علي دخول هذا الإنسان إلي ارضك فهو أمانة لديك حتي يعود لبلده من حقه عليك ان يكون آمنا في نفسه وماله و( صحته).
برأيي الشخصي يجب علي وزارتي الصحة والتجارة الإجتماع والإتيان بآلية تسمح لكل مستثمر او تاجر او صاحب عمارة سكنية فيها ٣٠ شقة او اكثر بفتح عيادات طبية (شعبية).فقط ولتكن مجهزة بمختبر وغرفة أشعة أساسية  ولتكن الرسوم فيها اقل من تلك المفروضة في مؤسسات وزارة الصحة.وهذه العيادات إن تم السماح لها فهي ذات ربحية عالية علي الرغم من خفض رسومها نظرا للإقبال الشديد عليها ولكن ان تتصوروا نجاحها في الكويت خاصة مع وجود ٣ ملايين ونصف وافد.
مصطلح العيادة الشعبية ليس إختراع من نسج خيالي بل هو نظام معمول به في امريكا ومصر  والكثير من الدول الأوروبية والاسيوية والمقصود منه هو توفير خيار رخيص للكثير من أفراد الشعب الذين لا تسمح إمكانياتهم بالذهاب الي قطاع الصحة الرئيسي في البلد.
نقطة اخيرة :وزارة الصحة مع الأسف تسرعت في زيادة الرسوم الصحية قبل تقديم بدائل رخيصة للوافد محدود الدخل...قمنا نسمع عن وفيات .


@ghunaimalzu3by

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق