الأربعاء، 22 يناير 2014

سامحك الله يا بسيوني

عندما تسمع خطبة للرئيس الأمريكي جون كنيدي فيها عبارة عظيمة ( لا تسأل ما ذا فعل لك وطنك..بل إسأل ماذا تستطيع أن تفعل أنت لوطنك).. لا تستغربها ولا تستهجنها علي الرغم من أن الجميع يعلم أن خطاب كنيدي تم إعداده من كاتب خطابات الرئاسة لأن كنيدي رجل سياسة مفوه وخطيب عظيم كأغلب الساسة الأمريكان والأوروبيين فمن يعمل بالشأن العام عندهم هم أشخاص مثقفين جدا بل والبعض منهم أدباء..لكن الأمر المضحك والذي في بعض الأحيان يثير الشفقة عندما تسمع خطاب لأحد النواب وفيه الكثير من السجع والكلمات الفلسفية الخطيرة التي لا يتجرأ علي اللفظ بها إلا من أمضي حياته بين أمهات الكتب الأدبية التاريخية فأنت تعرف أن كاتب الخطابات الذي أعد خطاب هذا المسكين قد زودها حبتين ووضع هذا السياسي في موقف حرج ومظهر غير لائق أمام الحضور فكلهم سمعوه يتكلم شفويا في مناسبات سابقة ويعلمون مدي حدود قدراته اللغوية. وغالبا ما يعد خطب الساسة المحليين أحد إخواننا العرب وهو شخص ذكي وعالي الثقافة لكنه لم يألف السياسة المحلية ولم يتابع هذا السياسي في مشواره الطويل للوصول الي الكرسي النيابي وتصريحاته القديمة التي أجرم فيها بحق اللغة العربية بل وحتي العامية أثخنها جراحاً بسبب ( بدلياته) ولذلك يقع بعض الساسة المحليين في فخ الخطابات الفخمة والكلمات ذات المعني الفلسفي والعميق لكنها خطأ وتعطي صورة مزيفه لهذا السياسي بل وفي بعض الأحيان تجعل منه أضحوكة خاصة عندما يستشهد في خطابه بمقولات فلاسفة ومفكرين قدماء لم يسمع بهم قبل هذا الخطاب..طيب ما هو الحل؟ هذا سياسي ويحتاج لإلقاء خطب في المناسبات والأماكن العامة لكنه لا يجيد صياغتها..الحل أولا الإستعانة بشخصية إعلامية محلية لديها كامل الفكرة عن هذا السياسي ثانيا يجب أن يسأل السياسي نفسه هل هذا الخطاب يمثلني فعلاً..؟ أم أنه يعطي صورة وهمية عني والناس ليسوا أغبياء لكي لا يكتشفوا ذلك ويبدأًون بالهمز واللمز وتوزيع الإبتسامات الساخرة أمامه. زبدة الكلام : رحم الله إمرأً عرف قدر نفسه ‏‫

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق