الأحد، 11 فبراير 2018

ليش تكتب؟



سنة ١٩٩٢  كنت صحفي مندرب في جريدة الوطن وأدرس في جامعة الكويت وأعمل ككاتب في قسم الحراس في وزارة الشئون الإجتماعية.
عندما أناني فراش الدوام يشتكي مدم تسلمه الراتب من ٣ أشهر وعن سوء ظروف سكنه التي لا تناسب الإنسان.إستأذنت الأستاذ أحمد الجبر وكان وقتها نائب مدير تحرير الوطن فوافق.وبعد العصر ذهبت الي جليب الشيوخ حيث سكن عمال النظافة وقد راعني ماشاهدت بيت عربي من ٣ أدوار فيه أكثر من ٢٠ غرفة والغرفة تقريبا ٣x٣ وفيها ٣ أسرة كل واحد طابقين والتهوية معدومة يعني ما فيها نوافذ.ينام فيها ٦ أشخاص مع حقائبهم مع ملابسهم وأغراضهم كلها.
لم أستطع الصمود فيها دقيقة واحدة خرجت للحوش وبدأت أسألهم عن ظروفهم وهي كالتالي الراتب ٦٠ دينار يذهب منه ٥ دنانير ( قطية الأكل) وخمسة أخري يحتفظون بها والخمسين الأخري يتم إرسالها للأهل.لا توجد برادات ماء للشرب الراتب يتأخر ٣ أشهر في أفضل الحالات ومن يفتح فمه فالتسفير علي أول رحلة الي دكا هو العقاب.
رجعت البيت أتذكر أنني إستحممت ٣ مرات فقط لنذهب رائحة ذلك البيت العربي التعيس.
في المساء أخذت الصور للأستاذ أحمد الجبر وأرفقت معها مقالة خلمنتيشية قاسية غاضبة.
تم نشر الموضوع بعد أسبوع في ملحق الوطن الملون فقط ليأتيني فراش الدوام بعدها ب٣ أيام يشكرني فقد وقع نظر وكيل الوزارة المساعد علي ذلك الموضوع وإستدعي الشركة ووبخهم وتم صرف رواتب ٣ أشهر دفعة واحدة وتزويد العمارة ب٦ برادات ماء مع تأجير بيت عربي آخر وتوزيع باقي العمال عليه.
في موضوع آخر إنتهت الأشغال من ترسية مناقصة بقيمة ٢٨٠ مليون لإنشاء مجمع للمحاكم يبعد٢٠ دقيقة عن قصر العدل وهو ما ينفي الحاجة له فساهمت بجزء بسيط في مقالتين في جهد شعبي لإلغاء تلك المناقصة المليارية الغير ملحة وهو ما حصل فقد قامت الأشغال بإلغائها.
وقبل أسبوعين توفي أحد الطلبة العسكريين رحمه الله فقمت بمراسلة النائبة الفاضلة صفاء الهاشم وأخبرتها أنني كتبت عن هذا الموضوع من سبع سنوات وكذلك عدت له قبل شهرين بمقالة أخري بضرورة إخضاع كل المتقدمين للكليات العسكرية لفحص سونار القلب الذي يكشف أي خلل في كهرباء القلب بكون ناجم عن عيب خلقي وراثي. يسبب فتحة في القلب تؤدي الي الوفاة مباشرة عند أي جهد شديد غير متدرج.
جزاها الله ألف خير إهتمت بالموضوع وأخبرتني عن نيتها تقديم إقتراح برغبة في هذا الموضوع.للحكومة.
نقطة أخيرة : إما أنك تكتب لتؤثر أو لا تكتب.

@ghunaimalzu3by

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق