السبت، 16 مايو 2015

تعالوا نعود لبعض

شئ ما حدث لهذا الوطن الصغير..تباعدت مكوناته الأساسية  وإنزوت كل واحدة بعيدا عن الباقي ونلاحظ كل يوم إزدياد معالم هذا الإبتعاد مع وجود البعض سامحهم الله من المنتمين لكل تلك الأطياف  يقومون بزيادة ذلك التباعد والإنشقاق بين مكونات المجتمع تلك.أنا من جيل السبعينات ما زلت أتذكر أن الكويت كلها كانت شبه منصهرة في بوتقة واحدة لم يدخل في وعينا في تلك السنين أي إحساس بإختلاف أو تنافر كما نحسها ونراها هذه الأيام.ما زلت أذكر في منطقتنا القديمة في الرابية كان شارعنا يسكن فيه كل أطياف المجتمع الكويتي وهو أمر شبه مختفي هذه الأيام فما أن تذكر أسم منطثة سكنية حتي تسنطيع الي درجة كببرة تخمين مكوناتها.وهو أمر لم يحدث فجأة بل إستفرق ربع قرن ولم تنتبه له الحكومة.حتي تحولت البلد الي ما يشبه كانتونات سكنية تتمايز بين بعضها بمكوناتها.وتوقف شئ جميل ورائع كنا نعيشه في الماضي وهو رؤية بعضنا البعض.وما زلت أتذكر المداخلة الجميلة والرائعة للأستاذ الكبير سامي النصف حينما كنت انا وإياه ضيفان في برنامج المواجهة للإعلامي المبدع عبدالوهاب العيسي وكانت عن التجنيد وكان رأي الأستاذ سامي مؤيدا للتجنيد ومن أحد الأسباب التي جعلته يقف هذا الموقف حسب حد تعبيره هو ( أبنائنا وشبابنا يحتاجون أن يروا بعض ويعيشوا لفترة مع بعض فالوضع حاليا كل شاب عنده ديوانيه ديوانيتين لا يذهب لغيرهم ولا يعرف احد خارج محيطه فأصبحنا غرباء في وطن واحد ). كلمات الأستاذ سامي في الصميم فنحن كشعب واحد منتمين لوطن صغير نحتاج أن نقترب من بعض أكثر وأكثر.ققد أبعدتنا الطائفية والقبلية والحزبية عن بعض حتي تحول كل مواطن الي جزيرة خاصة. وجزء من هذا الدور يقع علي وزارتي الإعلام والشباب لتستغل فرصة العطلة الصيفية لتحضير برامج وطنية موجهه للشباب والمراهقين يقوم بإعدادها أساتذة تربويون أفاضل سواء من جامعة الكويت أو حتي من القطاع الخاص.تلك البرامج يكون هدفها الأساسي محاولة إعادة اللحمة الوطنية وبث الشعور أننا كلنا شركاء في وطن صغير واحد ولا خيار لنا غير وحدتنا وإلتفافنا مع بعض. نقطة أخيرة : مسئولية كبيرة وخطيرة تقع علي وزارتي الإعلام والشباب في البدء بمخاطبة النشأ الذين لم يجدوا من يخاطبهم سوي الأحزاب والتيارات المتناحرة كل واحدة تحاول دفعهم في إتجاه مختلف حتي تشتت عقولهم .مطلوب برامج وطنية رصينة تعيد تذكير الشباب بحثيقة أنه لن ينفعكم غير وطنكم الذي لا يمكن الحفاظ عليه إن تشتتنا وتفرقنا.أطلبوا منهم طلب واحد فقط ( تعالوا نعود لبعض ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق