الأحد، 17 مايو 2015

أتذكر أياما أفضل

يا بني أتذكر أياما أفضل ..قالها المهاجر السوري الذي يحتضن إبنه الصغير في القبو السفلي لإحدي السفن المتهالكة التي يستخدمها المهربون لنقل الهاربين من جحيم الحرب في بلادهم..يحاول أن يجعل صغيره ينسي هذا الجو  المعفن الملئ بالرطوبة فيحكي له عن بلاد خضراء جميلة هواها أنقي من حبات المطر..عن حياة جميلة هادئة كانوا يعيشونها.عن شوارع كانوا يمشون فيها..عن جامعات عن مدارس..عن بساتين عن حقول خضراء..حياة هانئة طيبة رغدة تحولت الي جحيم لا يطاق. العراق سوريا ليبيا اليمن وحتي أكبر الدول العربية وأقواها وأعرقها تاريخا مصر..قارنوا بين أحوالهم اليوم وقبل سنوات قليلة..وضع كارثي لا يحدث في أسوأ الكوابيس..قتل الإنسان صار أسهل من قتل الدجاجة..مدن كاملة سويت بالأرض وملايين هاجروا بلاد نبتوا فيها وأمضوا فيها أجمل سنين عمرهم..دول إقتصادها في الهاوية وعملتها لا تساوي تكلفة الورق المطبوعة به..تبدلت أحوالهم الي الأسوأ وأصبحوا نادمين ويحلمون بالعودة بالزمن الي الوراء سنوات قليلة فقط ليحافظوا علي تلك الأوطان التي لم يقدروها حق قدرها فضاعت بين أيديهم. نحن هنا في الكويت وفي الخليج نعيش في نعمة يحسدنا عليها سكان العالم قاطبة..أسر حاكمة كريمة حولت بلادا صحراوية قاحلة الي جنات خضراء وأوطان ينعم سكانها برغد العيش والرفاهية وقد يقول قائل أن هذا كله هو بسبب النفط..ولكن النفط موجود في تلك البلدان العربية أضعاف ما لدي دول الخليج مجتمعة..فالعراق وحده يربض علي بحيرة نفطية هائلة ومع هذا لم تصل خيراته الي أهله بل أصبح وبالا عليهم. العالم كله يلتهب حولنا ونيران الحروب الإقليمية يكاد يصلنا شررها.. المطلوب هو تقدير النعم التي نحن بها من أمن وأمان وحياة كريمة ورفاهية لا يحظي بها ثلاثة أرباع سكان العالم ولنضع أيدينا بأيدي حكامنا نعينهم علي حمل أمانة الحكم ولتكن النصيحة والتناصح معهم بأسلوب يحفظ أمن وإستقرار البلد...فهما كانت الأخطاء ومهما كثرت العثرات..كلها لا تساوي ضياع أمن وإستقرار وطن. نقطة أخيرة : علي العقلاء في المعارضة والأغلبية  فتح خط إتصال وقنوات حوار مع الحكومة والتوقف عن تجمعات ومظاهرات لا فائدة ولا جدوي منها..لو أنها تفيد لفادتهم خلال الثلاث سنوات الماضية بل علي العكس هذا النهج تسبب في تفكك وضعف المعارضة وخروج الكثير من عبائتها...يجب أن نفيق من غفلتنا ونحافظ جميعا علي وطننا..الذي قد نستيقظ يوما ما فلا نجده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق