السبت، 16 مايو 2015

خلف يا ولدي تعال أخبرك

تكاثر حمل السنون وزادت وطأة الأيام  واشرفنا علي مرحلة الغروب في حياتنا بعد أن مضي منها أكثر من بقي.حياة عشناها في طولها وعرضها نالنا منها ما يسرنا واعطتنا نصيبنا من سود الليالي.لذلك ولدي يا خلف حان الأوان لتسمع بعض الكلمات الناصحة من والدك. ولدي يا خلف وعلي كثر ما عملت وانجزت في حياتي فإنني اعتقد انك أكبر إنجاز في حياتي وانت افضل ما عملته في هذه الدنيا وانت أغلي ما املك فيها لذلك انصت لي يا ولدي وأعطني جل إهتمامك ففي خاطري لك بعض النصيحة . خلف يا ولدي ضع  مرضاة الله سبحانه دائماً بين عينيك وفي قلبك ما بقي فيه نبض.لن يفيدك رضا خلق الله كلهم إن كان ربك عليك غاضبا.وإعلم أن نوفيقك في كل أمرك وتيسير جميع أحوالك سببها فقط هو رضا الله عنك.واسباب رضا الله عنك هي بترك ما حرمه والإبتعاد عن ما كرهه. بعد رضا الله سبحانه أوصيك ثم أوصيك ثم أوصيك بمرضاة أمك فانا شاهد علي دموعها حين مرضت صغيرا ودموعها حين فرحت بك كبيرا  متفوقا.لن تجد في العالم كله من يعرك معزتها اترك عنك تطبيل المطبلين ومدعين المحبة.الله سبحانه زرعك في جسمها واخرجك منها وهي تصرخ وتبكي.هي ملجأك إن تخلي عنك الصديق وهي الحضن الذي يحتويك حين يصد عنك كل قريب. بعد ذلك اوصيك بوطنك الصغير والدك شرق وغرب ورأي معظم دول العالم ورأي بعيتيه أحوال تلك الشعوب وعلاقتها مع حكامها وجكوماتها صدقني يا ولدي لا يوجد احن وأكرم من هذا الوطن علي أبنائه وأبوك كذلك جرب فقدان الوطن صدقني يا ولدي وانرك عنك ما يهرطقون به من خزعبلات عن ما يجب أن يكون أو لا يكون كله لا أهمية له إذا كنت بدون وطن يأويك وتعيش أمنا فيه سيشهد علي كلامي هذا ويدعمه مواطن سوري كان يعيش حياة كريمة آمنه في وطنه والآن وفي هذه اللحظة يجلس القرفصاء في القاع السفلي لسفينة متهالكة تحت رحمة أمواج البحر هربا من جحيم الحرب في وطنه .ضع هذا الوطن بين عينيك و أحفظ قدره في قفص صدرك. أخيرا أوصيك بالإنشغال في نفسك وترك ما لا يعنيك..إنشغل في حسن عبادتك وكل يوم يمر عليك إسأل نفسك هذا السؤال كيف أجعل حياتي أفضل.وإبتعد عن الأحزاب والتجمعات والكتل الطائفية والقبلية فما هي إلا مصيدة للشباب الصغار أمثالك يحرقونهم في لهيب معاركهم لكي يصلوا هم الي ما يبتغون..أنظر حولك وخذ عبرة من الكثير من الشباب الذين أودي بهم هؤلاء الي المهالك والضياع دون أن يحركوا ساكنا لإنقاذهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق