الجمعة، 14 أبريل 2017

دروب الحي تسئلني..تري هل سافرت ليلي؟


ليلي هي موظفة عراقية ماتت في تفجير السفارة العراقية في بيروت في عام 1981 وهي كذلك زوجة الشاعر اللبناني الكبير نزار قباني وقد رثاها في قصيدة هي تعد برأيي من اجمل قصائد الرثاء في تاريخ الشعر العربي سواء قديمه او الحديث منه.بدايتها الليل يا ليلي يعاتبني ويقول لي سلم علي ليلي..حتي يصل لأجمل بيوت تلك القصيدة الخالدة..دروب الحي تسئلني تري هل سافرت ليلي.
الذي فجر السفارة هو حزب الدعوة العراقي المعارض وقتها. اتعلمون اين ذهب حزب الدعوة هذا؟ انه يحكم العراق الآن ذلك الجار الشمالي العملاقي هو وإئتلاف احزاب شيعية اخري.وقد تفرع منهم ميليشيات عسكرية مسلحة حتي الاسنان معترف بها من الحكومة العراقية وتقدم له التسهيلات اللوجستية زائد الدعم المادي والمعنوي وهو تقريبا طفلها المدلل.
مليشيا الحشد الشعبي مع انها مشغوله بحرب طاحنة في المواصل مع داعش فإنه توفر لديها الوقت والطاقة للتحرش بالكويت والحدود الكويتية فما بالكم ستفعل اذا إنتهت حربها مع داعش.؟ فما ظنكم انها ستفعل بكل الخبرة القتالية والميدانية التي كسبتها في تلك الحرب الطاحنة؟ واين ستوجه عشرات الآلاف من اعضائها المؤدلجين الذين ذاقوا طعم الدم والإقتتال ولم يعودوا يجزعوا منه بل تحولوا مقاتلين محترفين؟.
الجواب بكل بساطة هدفهم الكويت وحدود الكويت بل وقد يتجاوزون ذلك الي وجود وبقاء الكويت نفسها.
بلد صغير مثل الكويت  محاط بمثل تلك الاخطار الإقليمية الكبري التي قد يصل اثرها إلي إحتمال محوه من الوجود يحتاج ان يتحد شعبه كله ويترك عنه كل اسباب الخلاف كبيرها قبل صغيرها. وكذلك علي اعضاء مجلس الامة وباقي الناشطين السياسيين ان يقدروا وضع بلدهم الصغير الذي وضعه قدره في إقليم متوحش شهد 3 حروب من اضخم الحروب التي شهدتها الكرة الارضية بعد الحربين العالميتين الاولي والثاني ونتج عنها ملايين القتلي والدمار شبه الشامل.
هل يعقل برلمان لم يتجاوز عمره 4 اشهر قضي اغلب وقته في الهجوم علي الحكومة واعضائها سواء بالتصريحات الناريه في المجلس وخارجه والتهديد بالآستجواب علي الفاضي والمليان.حتي تركزت انظارهم اخيرا علي شاغل اكبر منصب تنفيذي في البلد وامطروه في 5 إستجوابات لا ناقة له فيها ولا جمل ولا تدخل في إختصاصه بل تتوزع علي باقي اعضاء الحكومة.
لماذا إدخال البلد في هذه الدوامة؟ انت سياسي والسياسة في بعض تعريفاتها تعني فن الممكن.قدمت مشروع او قانون لم يمر في البرلمان ليست هذه نهاية الحياة تجاوز هذا الامر وقم بإعادة صياغة مشاريعك وإذهب الي النواب الذين صوتوا ضدك واجلس معهم واحدا واحد وحاول إقناعهم به وإستمع لاسباب رفضهم لقانونك بل ابعد من ذلك إذهب لقواعد هؤلاء النواب الإنتخابية وحاول ان تنشر الوعي بينهم حول اهمية قانونك او مشروعك.اما لغة التخوين والسب والشتم وهؤلاء حكوميين وهؤلاء مرتشين فإنها لن توصلك لاي مكان.خذ مثلا في قانون خروج بريطانيا من الإتحاد البريطاني كان هناك قتال إعلامي شرس عليه لكن ما ان تم التصويت عليه حتي تقبل الجميع القرار وذهبوا كل الي شانه وإنشغلوا بتشريعات وقوانين اخري.
نقطة اخيرة : كل من إستلم منصب رئاسة الوزراء في الكويت فهو حمل علي عاتقه حمل ثقيل جدا تنوء عنه الجبال فنحن البلد الوحيد في العالم الذي شعبه يشرب وياكل وربما يستحم بالسياسة.الجميع يفتي في كل شيي ولديه حل لكل مشاكل البلد هذا الامر ينتج عنه ضجيج  سياسي يصم الاذان ويشغل العيون عن امور هي من اولويات الاولويات للبلد وهي الامن كما ذكرت في بداية المقالة..وآخر شاغلي منصب رئيس الوزراء هو سمو الشيخ جابر المبارك والذي يعلم الله والجميع مدي حبه وتفانيه لهذا البلد تشهد عليه سنوات عمره التي أفني معظمها في خدمة الكويت وشعب الكويت.فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.سموه ردد في خطابات كثيرة لأعضاء البرلمان ضعوا يدكم بيدي وتعالوا نخدم الكويت ولنترك كل الخلافات جانبا..لكن لا حياة لمن تنادي فالبعض لسبب او آخر مصر علي الإصطدام والتازيم .هذا هو بإختصار وضع البلد حاليا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق