الاثنين، 24 أبريل 2017

مئات الآلاف من الوصفات الطبية..وين راحت؟






تنتظر بدورها بلهفة وعلي إستعجال وما أن يأتيها حتي تدخل مباشرة احيانا حتي لا تنتظر خروج المريضة التي قبلها من الباب بل تضربها كما نقول بالكويتي (اكتاف ).
الدكتور بخبرته وفطنته يعرف ان هذه المتحمسة لا تشكو من شيئ ولا تبحث عن علاج بل تريد امرا آخر لذلك هو يبادرها بالسؤال حتي قبل ان تستوي في جلستها كم يوم عاوزه؟.
تطلب الحد الاقصي وهو 3 ايام لا يرد عليها بل يطبع بعض الكلمات التي لا تستغرق دقيقة منه ثم يصدر صوت وإهتزاز من طابعته التي بدات ترتجف ليخرج منها ورقة تتابعها نظرات تلك الموظفة بلهفة وترقب.ياخذها ويوقعها ويعطيها لها فتتلقفها منه سعيدة وتسرع الخطي لموظفة الإستقبال لتضع عليها ختم المستوصف ومنها الي باب الخروج مهرولة وكان معها غنيمة كسبتها في معركة شرسة.
ما سبق يتكرر يوميا عدة آلاف المرات في كافة مستوصفات البلد وهو امر للامانة حق للموظف والموظفه كفلتها لهم قوانين الخدمة بالإضافة ان ايام الإجازة المرضية هذه ستخصم من رواتبهم.لكن وهذا وهو الامر الخطير وهو موضوع المقالة الاساسي الطبيب عندما يكتب إجازة مرضية لا بد ان يرفق معها سبب مرضي او مشكلة صحية لكي يقبل الكومبيوتر او نظام الخدمة المدنية إدخال الإجازة.طيب بعد ان يكتب الدكتور الحالة المرضية عليه كإجراء نالي وضروري ان يكتب الوصفة الطبية وغير ذلك يعتبر إجراء خاطئ فكيف تكتب في الكومبيوتر ان فلان الفلاني اتي للمستوصف وهو يشتكي من ذلك المرض او تلك العلة وتكتفي بذلك ولا تكتب له دواء ليعالجه من تلك المشكلة الصحية.الآن التسائل الذي يطرح نفسه بشدة وإصرار هو ما هو مصير تلك الآلاف من الوصفات التي كتبت لطالبي الإجازة المرضية والذين بعضهم لا يعلم بها واكثرهم لا يهتم بها بل يخرج مسرعا من المستوصف فرحا بالإجازة الطبية.بل ان اغلبهم يترك ورقة المراجعة علي مكتب الطبيب لان يديه مشغولتان بالصيد الثمين وهي الطبية.
ألم يلفت نظر قطاع الأدوية في وزارة الصحة عدم صرف الآلاف المؤلفة من تلك الوصفات التي لا أبالغ إن قلت أنها قد تصل لملايين الوصفات ففي اليوم الواحد الذي يسبق اي إجازة رسمية تصل تلك الطبيات لاكثر 20 او 30 الف وعليكم الحساب شوفوا كم عطلة رسمية مرت علينا.
انا لا اتهم احدا ولا اطعن في ذمة احد معاذ الله انا فقط اقول مئات الالوف من الوصفات الجاهزه هي منجم ذهب عملاق إذا سقطت في الايدي الخاطئه مع كل الإحترام والإمتنان والتقدير لكافة العاملين في الجهاز الصحي الكويتي من وزير الصحة الي اصغر واحدث موظف.
نقطة اخيرة :  المطلوب هو فتح باب التحقيق والمقارنه بين الوصفات الطبية والإجازات الطبية (اي برنامج كومبيوتر يعمل لك شئ اسمه كرس كروس)  ستكتشف الوزارة باعتقادي وضع يحتاج للمزيد من الرقابة والتدقيق....والجرد. 

@ghunaimalzu3by

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق