الثلاثاء، 4 أبريل 2017

مشاريع مليارية غير ملحة

 

هناك جسر عملاق جديد يبدأ من أمام وزارة المواصلات في شارع جمال عبدالناصر.هذا الجسر يسحبك من تلك النقطة ولا ينزلك إلا بنقطة قريبة لا تبعد إلا كيلومترات قليلة من محافظة الجهراء.
هذا غير الجسور العملاقة التي يجري إنشائها حاليا في ورشة عمل جبارة ستؤدي عند النهاية منها بإذن الله المسار من محافظة الجهراء الي مدينة الكويت لا يتجاوز اكثر 20 دقيقة.عكس الزمن السابق حين كان اهل الجهراء يحتاجون من 40 دقيقة الي ساعة ونصف للوصول للعاصمة بسبب الكثافة المرورية الخانقة.
الآن بعد هذا الإنجاز الكبير الذي وصف بانه اكبر مشاريع الطرق في الشرق الاوسط وقد كلف الدولة عدة مليارات من الدولارات ياتي مشروع آخر ملياري ليناقض الهدف من المشروع الاول الذي وضع الجهراء (حذفة عصا) كما نقول نحن البدو لوصف مكان قريب.نتفاجأ بتصريح لاحد مسئولي وزارة الاشغال عن نيتها يناء مجمع للوزارات في الكهرباء سيكلف 329 مليون دينار.
أين المنطق في هذا الامر؟ مجمع الوزارات يقع في قلب العاصمة وانت صرفت مليارات الدولارات لبناء جسور عملاقة لتصبح المسافة بين الجهراء والعاصمة تقطعها في ربع ساعة ثم تقوم بعد ذلك بصرف مليار دولار لبناء فرع ثاني لمجمع الوزارات علي بعد ربع ساعة منه.
مستحيل ان تجد وضع مثل هذا في العالم كله.نحن لسنا السعودية مترامية الاطراف لكي نبني افرع لمؤسسات حكومية في محافظة اصبحت الجسور تؤدي إليها في ربع من العاصمة حيث توجد اغلب المؤسسات الحكومية.اساسا حتي قبل بناء تلك الجسور لم يكن هناك مبرر لإفتتاح مجمع للوزارات في محافظة الجهراء فنصف اهل الجهراء إن لم يكن 3 ارباعهم يعملون في باقي محافظات الكويت ويمرون العاصمة سواء في ذهابهم او إيابهم.
القصة باختصار البلد تمر بمرحلة تقشف قصوي ستطول جميع المواطنين وهم علي إستعداد لذلك من أجل وطنهم. لكن كيف تستطيع مواطن بالتنازل عن جزء من دخله سواء بزيادة رسوم او تخفيض جزء من راتبه وهو يري مشروع قيمته 329 مليون من اجل فتح فرع ثاني لمجمع الوزارات لا يبعد عنه اكثر من ربع ساعة.
نقطة اخيرة :وزارة الاشغال من انشط واكفأ الوزارات في الكويت لكن بعض مشاريعها المليارية غير ملحة وممكن جدا تاجيلها لبضع سنوات الي ان تنجلي الازمة الحالية.
@ghunaimalzu3by


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق