في إحدي الندوات الإنتخابية للنائب مسلم البراك قبل عدة سنوات كان حينها مرشح إستضاف النائب السابق وليد الجري كمتحدث رئيسي في تلك الندوة.المكان كان في أحد الساحات الترابية في منطقة العارضية الصناعية التي أقيم عليها لاحقا مقر كلية التربية الأساسية للبنات.
كان الحضور كبير وعلي مد النظر ولم أجد مكان لأركن سيارتي فيه إلا موقع بعيد وضعتها هناك ومشيت تقريبا 400 متر.عندما وصلت كانت الندوة قد بدأت ولك يكن هناك أي مكان شاغر للجلوس عليه بإستثناء بقعة وحيدة إستغربت خلوها وسط هذا التزاحم الشديد لكن ما أن جلست علي الكرسي حتي ذهب إستغرابي فقد كانت بالقرب من أحد السماعات الضخمة التي كان صداها يصم الأذان لكنني تحملت الضجيج الهائل وجلست علي الكرسي.عندها كان الدور علي النائب السابق وليد الجري للتحدث.ساد وقتها صمت رهيب فهذا الرجل هو أحد أبرز إن لم يكن الأبرز من فرسان المعارضة وقد إعتزل العمل السياسي بطريقة مفاجئه وهو في قمة نشاطه السياسي بدون أن يصرح لاحد عن السبب فقط أصدر بيان بعدم رغبته بالترشح للإنتخابات وهو الذي كان يضمن وصوله للمركز الأول وبرقم أصوات قياسي.
ساد صمت رهيب قبل بداية كلمته الذي إبتدأها برواية عملت قشعريرة للجميع هذه الحادثة كما يقول حصلت له أثناء عضويته البرلمانية.لجأ إليه أحد أبناء دائرته لينجد قريبه الذي كان يعاني من مرض عضال عجز عنه أطباء الكويت لكنهم كعادتهم يرفضون الإعتراف بذلك ويستمرون بالتجريب عليه ويصرون علي عدم إعطائه تقرير يفيد بعدم وجود علاج له في الكويت ليتسني لأهله مطالبة وزارة الصحة إرساله للعلاج في الخارج لعل الله يمن عليه بالشفاء مستفيدا من الخبرات والأجهزة الطبية في أوروبا أو أمريكا.يضيف وليد الجري لم أترك مسئولا في الصحة لم أذهب إليه لكن الجواب كان دائما بالرفض والتحجج بوجود علاج له في الكويت.وأنا نائب وأري بعيني كيف يوثع وزير الصحة لطلبات العلاج في الخارج لحالات الكثير منها تافه ولا يستحق الموافقة.وكذلك كنت أذهب لإدارة العلاج في الخارج وأصادف ناس أعرفهم هم في قمة الصحة والعافيه لكنهم حصلوا علي الموافقة للعلاج في الخارج لأنهم أتوا عن طريق نواب آخرين.يكمل وليد الجري فيقول أتاني بعد عدة ايام إتصال من قريب المريض هذا ليبلغني بوفاته..يقول تمالكت نفسي قليلا وطلبت منه شيئا إستغرب منه.طلبت منه دشداشة ذلك المريض. لم أخبره ماذا سأفعل بها لكنني صباح ثاني يوم ذهب لمكتب أحد المسئولين في وزارة الصحة وهو الذي رفض المعاملة يقول ما أن دخلت عليه حتي رميت ثوب ذلك المريض المتوفي عليه وقلت موت هذا في رقبتك.يضيف إنتفض ذلك المسئول ورمي الثوب عنه واخذ يردد أعوذ بالله منك..أعوذبالله منك.
قصة وليد هذه كانت في سياق تعداده لأوجه الفساد في بعض وزارات الدولة.لكنني وهذا رأي شخصي أعتقد أنها أعمق من ذلك وأكاد أجزم أنها سبب إعتزال وليد الجري للعمل السياسي وأنا لا أعلم الغيب لكن أعتقد شعر في قرارة نفسه بالإشمئزاز والقرف أنه فارق الحياة أحد الأشخاص ( والأعمار طبعا بيد الله) بسبب عملي في السياسة وتوجهي السياسي حتي أصبح الناس يتم معاقبتي عبر إيذائهم.ويأتيهم ما يأتيهم من أمور سيئة كثيرة فقط لأنهم يؤيدوني ويمشون خلفي..لا بارك الله بالسياسة ولا العمل السياسي إذا كان الثمن هو إيذاء الناس والتسبب لهم بمتاعب سواء في عملهم أو صحتهم أو حتي حريتهم.هذا أمر لا أستطيع حمله في ضميري الذي بدأ ينهكني وأنا أسمع القصص تلو القصص عن أمور كثيرة سيئة حدثت لأناس أحبهم ويحبوني فقط لأنهم تبعوني وسمعوا كلامي.
هذا رأيي في إعتزال النائب وليد الجري وهو إجتهاد قد يصيب وقد يخطئ.. الله أعلم.
@ghunaimalzu3by
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق